الحمد لله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد.
أخي الفاضل! لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه. لقد سألت عن أمر يتمنى كل مؤمن أن يوفق له. وسأجيب على سؤالك القصير في مبناه، الطويل في مضمونه ومعناه في فقرتين: أولاهما عن الأسباب المعينة على القيام لصلاة الليل، والثانية عن ثمرات وفوائد قيام الليل، لعل في إيرادها ما يجعلنا جميعا نحرص على هذه الشعيرة العظيمة. وقبل ذلك أشير إلى أمر مهم، وهو أن من يحمل مثل هذا الهم حري أن يوفق لما يعينه. والله الموفق.
أولا: الأسباب المعينة على القيام لصلاة الليل:
الأسباب المعينة على القيام لصلاة الليل كثيرة، ومنها على سبيل الاختصار ما يلي:
1- أن يحرص المسلم على تقوى الله تعالى، وذلك بفعل الطاعات، واجتناب المعاصي. فمن كان كذلك فإنه يوفق لقيام الليل. سأل رجل أحد العباد الصالحين عما يعينه على قيام الليل، فقال له: لا تعصه في النهار، وهو يقيمك في الليل.
2- الصبر على المكابدة والمشقة التي قد تواجه الإنسان في البداية، ومجاهدة النفس الداعية إلى الدعة، وتذكر أن هذه المشقة تعقبها راحة ولذة. يقول أحد السلف: كابدت قيام الليل عشرين سنة، وتلذذت به عشرين سنة.
3- التقليل من الأكل، وتجنب التخمة التي تجعل الإنسان كسلان لا يستطيع القيام، وإن قام لم يستطع الصلاة كما ينبغي.
4- قراءة أخبار الصالحين لشحذ الهمة، والسعي للتشبه بهم. وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وسيرد طرف من ذكر أخباره عليه الصلاة والسلام.
5- النوم المبكر. ذلك أن الإنسان إذا نام مبكراً فإنه يأخذ القدر الكافي من النوم والراحة، فيستطيع القيام -بإذن الله- وهو نشيط وليس بحاجة لمزيدٍ من النوم، بخلاف من يطيل السهر فإنه -في الغالب- لا يتمكن من القيام لصلاة الفجر فضلا عن أن يقوم لصلاة الليل.
6- الاستعانة بالقيلولة، واستخدام الساعة المنبهة، أو جرس الهاتف الجوال، فإنها تساعد -بتوفيق الله- على الاستيقاظ، وكذا أن يطلب من بعض أهله أو أحد إخوانه ممن يقوم الليل أن يوقظه، فهذا من باب التعاون على البر والتقوى، ونحن مأمورون بمثل هذا التعاون. قال الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". ولقد أخبر عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة رضي الله عنها ليلة فقال: ألا تصليان... رواه البخاري. قال ابن حجر رحمه الله: قال ابن بطال: فيه فضيلة صلاة الليل، وإيقاظ النائمين من الأهل والقرابة لذلك. وقال الطبري: لولا ما علم النبي صلى الله عليه وسلم من عظم فضل الصلاة في الليل ما كان يزعج ابنته وابن عمه في وقت جعله الله لخلقه سكنا. لكنه اختار لهما إحراز تلك الفضيلة على الدعة والسكون امتثالا لقوله تعالى: "وأمر أهلك بالصلاة" (فتح الباري:3: 11).
7- فعل ما ورد في الحديث التالي. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة. فإن توضأ انحلت عقدة. فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس. وإلا أصبح خبيث النفس كسلان. رواه البخاري ومسلم. فإذا استيقظت للصلاة فاذكر الله تعالى، وقم مباشرة من فراشك، ولا تقل: سأرتاح قليلاً ثم أقوم، فإن هذا مدخل من مداخل الشيطان. وكم من إنسان قال ذلك ثم لم يستيقظ إلا بعد أذان الفجر، أو بعد انقضاء صلاة الفجر، أو بعد خروج وقت الصلاة وطلوع الشمس.
8- فعل ما ورد في السنة النبوية الحث عليه قبل النوم. ومن ذلك: أن تنام وأنت على طهارة، وأن تنام على شقك الأيمن، وأن تضع يدك اليمنى تحت خدك.
9- أن تتذكر أنك إذا استيقظت من الليل فذكرت الله تعالى ثم قمت تصلي فإن صلاتك تكون مقبولة عند الله. فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي -أو دعا- استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته. رواه البخاري.
10- ومن أنفع الأسباب المعينة على القيام لصلاة الفجر الإتيان بالأذكار والأوراد الواردة عند النوم، ومن أنفع هذه الأذكار: قراءة آية الكرسي، فإنك إذا قرأتها لا يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، كما في الحديث الذي رواه البخاري. ومما يشرع عند النوم: قراءة سورة الكافرون، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتها عند النوم، وقال إنها براءة من الشرك. ومن ذلك: قراءة سورة الإخلاص والمعوِّذتين مع النفث في الكفين، وذلك بأن تجمع كفيك وتنفث فيهما، وتقرأ سورة الإخلاص، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم تمسح بهما وجهك وسائر جسدك … تفعل ذلك ثلاث مرات، كما في الحديث الذي رواه البخاري. وثمت أحاديث كثيرة صحيحة تبين الأذكار المشروعة قبل النوم، لولا خشية الإطالة لذكرتها.
11- وإذا أويت إلى فراشك لتنام فانو القيام مع فعلك للأسباب ليكتب لك الأجر على نيتك. فعن أبى الدرداء رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه. رواه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وهو حديث صحيح. وسترد أحاديث أخرى حول هذا بإذن الله تعالى.
12- ومن هذه الأسباب أيضاً أن يتذكر المسلم الثمرات الطيبةَ اليانعة والجزاء الكريم العظيم الذي وُعِد به من يحافظ على صلاة الليل. وسنتحدث عن هذا الموضوع في الفقرة التالية.
وأذكر أخيراً بأمر مهم، وهو أن الحريص على القيام يقوم، وأن صاحب القلب الحي لا يمنعه من القيام مانع، وذلك بتوفيق الله. فلو تأخر في النوم لظرف من الظروف لقام في وقته المعتاد، وقد يكون مسافراً ومع هذا يقوم في الوقت لأنه مهتم بأمر الصلاة حريص عليها "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا".
ثمرات وفوائد قيام الليل:
لقيام الليل ثمرات وفوائد كثيرة، منها التالي:
1- تطلب الساعة التي يجيب الله تعالى فيها سؤال السائلين، ويغفر فيها ذنوب المستغفرين، وكون العبد مصليا في وقت النزول الإلهي، مما يجعل دعاءه أقرب لأن يجاب. فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى فيها خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة. رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له. رواه البخاري ومسلم. وعن عمرو بن عبسة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن. رواه الترمذي والنسائي والحاكم، وهو حديث صحيح.
2- أن في قيام الليل شكرا لله تعالى على آلائه ونعمه. والشكر يكون بالجوارح، كما يكون بالقلب وباللسان. فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا؟ رواه البخاري ومسلم. وعن المغيرة قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له: لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ متفق عليه.
3- أن قيام الليل سبب لدخول الجنة. فعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه، فلما تأملت وجهه واستبنته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. قال: فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال: أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح، وابن ماجه، والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها. فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائما والناس نيام. رواه الطبراني والحاكم وقال: صحيح على شرطهما.
وقد ذكر الله تعالى من صفات عباده المتقين أنهم "كانوا قليلا من الليل ما يهجعون. وبالأسحار هم يستغفرون". كما ذكر سبحانه من صفات عباده المؤمنين أنهم "تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون". وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أدلك على أبواب الخير؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل. ثم تلا قوله: "تتجافى جنوبهم عن المضاجع" حتى بلغ "يعملون".
4- أن صاحب قيام الليل معدود من الأخيار الذين يستحقون الثناء والذكر الحسن. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رؤيا فقصها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل. فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا. رواه البخاري ومسلم. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: مقتضاه أن من كان يصلي من الليل يوصف بكونه نعم الرجل.
وبالمقابل فإن الذي لا يقوم الليل ليس أهلا لأن يقتدى به. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله! لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل. رواه البخاري ومسلم والنسائي وغيرهم. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح، فقال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه، أو قال: في أذنه. رواه البخاري ومسلم.
5- أن الذي يقوم الليل ولو قليلا منه له نصيب من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالرحمة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء. رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم وهو حديث صحيح.
6- أن الذي يقوم الليل يكتب من الذاكرين الله تعالى كثيرا. فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو حديث صحيح.
7- ومن ثمرات قيام الليل أن فيه اقتداء بالصالحين، وتشبها بهم في فعلهم، ومن تشبه بقوم حشر معهم، ولقد قيل:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشـبه بالكرام فـلاح
كما أن قيام الليل قربة من أجلِّ القرب وأفضها، وهو مكفر للسيئات، وناه لصاحبه عن الإثم. ففي حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم. رواه الترمذي، وهو حديث حسن لغيره.
8- أن صلاة الليل هي أفضل الصلوات بعد الفريضة، والأجر المترتب عليها جزيل. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل. رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه. وفي لفظ: أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم.
9- أن صلوات التطوع عموما يكمل بها الناقص من صلوات الفريضة. وصلاة الليل من أفضل صلوات التطوع وآكدها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وهو حديث صحيح.
10- أن العبد إذا أدى الفرائض وحافظ على النوافل فإنه ينال محبة الله عز وجل. وصلاة الليل هي أفضل نوافل الصلاة والتطوعات. ولقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه... الحديث. رواه البخاري.
11- أن قيام الليل شرف عظيم لصاحبه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس. وهو حديث حسن.
12- أن في قيام الليل اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا أن نقتدي به. قال الله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا". ومما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله أنه كان يطيل قيام الليل. فليكن لنا من هذا نصيب، عسى أن نكون من أهل السعادة. نسأل الله الإعانة، وأن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا.
هذا ما تيسر إعداده حول هذا الموضوع المهم. وأوصيك –أخي- بأن تبدأ ولو لم تقم من الليل إلا القليل، فإن من سار على الدرب وصل، ومن سلك الطريق حري أن يبلغ مراده. أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لقيام الليل، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
تحياااااااااااتي
رووووووووووني